الحلقة الثانية من مشاهداتي في كينيا

مشاهدات «العرب» 2-4

علماء كينيا يناشدون إخوانهم نشر الإسلام وتعليم اللغة العربية

نيروبي – محمد لشيب | 2012-08-01

علماء كينيا يناشدون إخوانهم نشر الإسلام وتعليم اللغة العربيةعلماء كينيا يناشدون إخوانهم نشر الإسلام وتعليم اللغة العربية

تحالفت القبائل الوثنية مع المنصرين الذين دخلوا جمهورية كينيا مع الاستعمار البريطاني ضد المسلمين، فبعد المؤتمر الكنسي عام 1900م، انطلقت موجة استهداف المسلمين للحد من نفوذهم في الحكم، ووضعت السلطات الاستعمارية المسلمين أمام موقف اقتصادي سيئ بمصادرتها لمعظم الأراضي وجعلها ممتلكات للدولة، كما حدت من نشاطهم التجاري مما أثر على أحوالهم الاقتصادية والسياسية.
وفي المقابل منح المستعمر البعثات التنصيرية فرص الحركة والانتشار، وأسند لها الإشراف على التعليم، فشيدت المدارس والكنائس والمستشفيات والحدائق لجذب المواطنين إلى المسيحية، وطورت التعليم المهني والتعليم العام، ورصدت مبالغ طائلة للتنصير في إفريقيا. فيما بقي العمل الإسلامي يتحرك بإمكانات ذاتية محدودة تعتمد على تبرعات الفقراء المعدمين.

إنه نفس الوضع الذي لا تخطئه العين وأنت تتابع واقع حال المسلمين اليوم بكينيا، حيث يعيش المسلمون على الهامش في كل المجالات في ظل تغول كبير للكنائس التي بسطت سيطرتها على التعليم على وجه التحديد.
ويعاني المسلمون إلى جانب الزحف التنصيري الهائل من السيطرة الصهيونية المتغلغلة في البلاد، لاسيَّما بعد إجبار عدد من الهيئات والمنظمات الإسلامية الكبيرة والوازنة على مغادرة البلاد، مما أفسح المجال أمام الحركات التنصيرية والصهيونية مثل «شهود يهوه»، التي تنفق أموالاً طائلة لتذويب هوية المسلمين، غير أن هذا الإنفاق لم يُقابل بتحقيق نجاحات إلا نادرًا، وفي أوساط القبائل الوثنية.

التعليم أولاً
وناشد فضيلة العلامة الشيخ أحمد بن محمد بمسلم نائب مفتي مدينة مومباسا الساحلية ونائب المجلس العلمي في نيروبي في تصريحات خاصة لـ «العرب» المسلمين والعرب بدعم إخوانهم في كينيا حتى يبقوا متشبثين بدينهم وهويتهم وثقافتهم ولغتهم، وطالب في هذا الصدد بالتركيز على قطاع التعليم لأن من شأنه النهوض بكافة هذه الجوانب لدى الأجيال المقبلة، موضحا أن التخريب الكبير الذي تعرض له المسلمون في كينيا أتى من جانب التعليم والمدارس التي نجحت الحركات التنصيرية في زرعها في كل أرجاء البلاد لتحارب الإسلام واللغة العربية.
وأكد الشيخ محمد ضو محمد عضو البرلمان الكيني والأمين العام لمجلس الأئمة والدعاة بكينيا أن مسلمي كينيا يعانون أكثر من غيرهم بسبب غياب الدعم العربي والإسلامي في الوقت الذي لا تبخل فيه القوى الكبرى عن دعم بقية شرائح المجتمع الكيني وتكريس كافة جهودها لتنميتهم وتطويرهم ودعم شؤونهم الدينية بكل سلاسة.
وأضاف أن دعم قضايا الإسلام والمسلمين في هذا البلد الإفريقي الذي يمثل المسلمون فيها الثلث من نسبة السكان أصبح قضية ملحة، خاصة في ضوء استفحال المعاناة الكبيرة التي يتكبدونها جراء النقص الكبير في الاستفادة من بعض الحقوق على رأسها مشكلة التعليم، خاصة استكمال المراحل الجامعية ومشكلة اللغة العربية، سواء في قطاعات التعليم أو في الحياة العامة.
وقال الدكتور أحمد عبدو أحمد ويلي عميد كلية الأندلس الإسلامية إنه لا حل لجملة المشاكل التي يتخبط فيها التعليم العربي والإسلامي في كينيا، والذي أسهم الاستعمار في تكريسه، وهو ما انعكس على وضعية المسلمين في البلاد سياسيا واقتصاديا، لا يتأتى التغيير إلا من خلال الاهتمام بخلق مدارس عربية وإسلامية تتيح للطالب المسلم متابعة دراسته من الروضة إلى الجامعة، مشيدا في هذا الصدد بالمبادرة التي أقدمت عليها دولة قطر من خلال مؤسسة ثاني بن عبدالله آل ثاني للخدمات الإنسانية «راف» التي قامت بتأسيس جامعة «راف» العالمية بنيروبي، مشيراً إلى أن ذلك يعد تعزيزا لعدد من الجهود التي انطلقت لدعم التعليم وتعزيز اللغة العربية، وقال إن «كون إنشاء جامعة تدعمها جهة قوية مثل دولة قطر سيكون له أثر كبير جدا في تعزيز الوجود الإسلامي وإتاحة العديد من الفرص لبروز المسلمين كقوة هامة في كينيا والقرن الإفريقي».

مدارس قرآنية
لقد ساد التعليم الإسلامي شرقي إفريقيا قبل استيلاء الاستعمار الأوروبي على المنطقة، ويحتوي على مرحلتين، الأولى مقصورة على تعليم أبناء المسلمين في الكتاتيب، وكانت العربية لغة التعليم في هذه المرحلة المبكرة، وتشتمل المرحلة الثانية على دراسة الفقه والحديث والتفسير، واتخذت من المساجد أماكن لها، حيث كانت تعقد حلقات الدروس.
وما زالت إلى الآن مدارس إسلامية عريقة توجد في مدينة لامو ومنبع الروي وممباسا, فهناك كلية الدراسات الإسلامية في ممباسا وثيكا ولامو، وعندما احتلت بريطانيا كينيا بدأت النظرة للتعليم التقليدي تتغير، ورفض المسلمون إلحاق أبنائهم بمدارس الإرساليات الأجنبية، ولم يطوروا مناهج مدارسهم، فبقيت الوظائف مقصورة على غير المسلمين، وظل المسلمون يقاطعون المدارس الحكومية، ولم يستطع المسلمون إدخال اللغة العربية وعلوم الدين في مناهج المدارس الحكومية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء معهد ممباسا الإسلامي وتحول إلى معهد فني، وتأسست مدرسة عربية في مدينة (شيلا) منذ أكثر من 25 عاماً، وتفرع منها حوالي 40 مدرسة في أنحاء كينيا، وتدرس بها علوم الدين واللغة العربية، وهي في حاجة إلى تطوير مناهجها ودعمها مادياً.
ومن أبرز المؤسسات التي تعرفت عليها «العرب» خلال زيارة جمهورية كينيا نذكر المؤسسة الإسلامية في نيروبي التي أنشئت في سنة 1383هـ – 1963م بجهود بعض أهل الخير وتعمل في عدة محاور منها الدعوة الإسلامية عن طريق المحاضرات وتوزيع الكتب، والتعليم من خلال إنشاء المدارس الدينية الحديثة والمناهج المتطورة كذلك إنشاء مدارس تحفيظ القرآن.
ورغم الجهود التي تبذلها عدة جهات وجمعيات إسلامية في كينيا فإن مشاكل التعليم الإسلامي هناك لا تزال تتخبط في قلة المعاهد المختصة في تخريج المدرسين للدين الإسلامي واللغة العربية، كما تعاني المناهج من غياب توحيدها لمادة الدين واللغة العربية، إلى جانب ضعف تنظيم المدارس الخاصة التابعة للجمعيات الإسلامية، وعدم الاستغلال الأمثل للمساعدات التي ترسل للجمعيات الإسلامية لصالح التعليم.
كما أن للمسلمين في كينيا العديد من الهيئات والجمعيات التي يزيد عددها عن الخمسين، على رأسها «المجلس الأعلى لمسلمي كينيا» وهو الممثل الرسمي للمسلمين أمام الحكومة الكينية، والذي يتواصل معها من أجل رسم السياسات الخاصة بالمسلمين، وضمان حقوقهم، ويندرج تحته كل من «مجلس العلماء» و «مجلس الأئمة والعلماء»، وهما المختصان بالشؤون الدينية وشؤون المساجد في كينيا.
أنشئ «مجلس الأئمة والعلماء» عام 2001م ويضم فرعه الرئيس في العاصمة نيروبي 12 عضوًا، وله 4 فروع أخرى نشيطة، ويقوم على برامج التوعية من الأمراض، وبرامج للتوعية بالمشاركة في الانتخابات العامة، وبرامج للتوعية بالحقوق المدنية، وبرامج للتدريب على العلوم العصرية مثل علم النفس، والبرامج الاجتماعية للأئمة، وبرامج أخرى لرفع مستوياتهم العلمية.
كما ينشط المسلمون في «المنتدى الوطني لقادة المسلمين» ويضم 15 من ممثلي المجالس والمؤسسات الإسلامية في البلاد، وله 6 فروع في أقاليم كينيا، حيث يقوم بدور اللوبي الإسلامي، الذي يمارس الضغط على الحكومة من أجل مناصرة قضايا وحقوق المسلمين.
وينتشر المسلمون في أغلب المدن الكينية، خصوصًا في مدن الشمال والشرق الكيني، مثل موباسا، وكيلوا، وماتيه، وجيدي، وسانجي، ولامو، وماليدي، وماجوما، بالإضافة إلى العاصمة نيروبي وما حولها، ومن المسلمين بكينيا جالية هندية باكستانية، وجالية فارسية، هذا فضلاً عن الجالية العربية.

إسلام أوباما
اعتبرت مسألة إسلام الرئيس الأميركي باراك أوباما إحدى قضايا الاستقطاب بين المسلمين والمسيحيين في جمهورية كينيا، وقد كانت محط صراع إعلامي بينهم ولا تزال، حيث حاولت الكنيسة الإنجيلية تنظيم طقوس تعميد للسيدة سارة أوباما جدة الرئيس الأميركي في حفل كبير بملعب «جومو كينياتا» بمدينة كيزيمو ثالث أكبر مدن كينيا كانت عبارة عن خدعة وحيلة لاستدراجها للحضور عن طريق دعوتها لحضور الحفل كضيفة فقط، فيما سربت الكنيسة خبر تنصيرها وتحولها عن الإسلام.
وقال الشاب موسى إسماعيل أوباما ابن عم باراك أوباما الرئيس الأميركي خلال حديثه لـ «العرب» بنيروبي إنه كان رفقة جدته سارة خلال شهر رمضان المبارك بالديار المقدسة بمكة المكرمة لأداء شعائر العمرة بعدما أدت شعائر الحج بدعوة من عاهل المملكة العربية السعودية.
تحدث الشاب موسى أوباما الذي درس العلوم الشرعية واللغة العربية بالمدينة المنورة عن جانب من أحوال المسلمين في كينيا، موجها نداءه للدول العربية والإسلامية من أجل بذل المزيد من الجهود للوقوف إلى جانب إخوانهم الكينيين، خاصة في ظل الدعم القوي الذي توليه الدول الغربية والكنائس لبقية شرائح المجتمع الكيني من الديانات الأخرى المختلفة.
وأشار موسى إسماعيل إلى أن أوضاع المسلمين في كينيا في تحسن مستمر، مشيراً إلى أن قرية باراك أوباما «كوغيلو» الواقعة على شواطئ بحيرة فيكتوريا غرب كينيا على سبيل المثال لم يكن فيها مسلمون إلا أسرته، لكنهم الآن كثر، وأغلب المسلمين الجدد اعتنقوا الإسلام بسبب حسن تعامل أسرتهم مع الناس، كما أن لهم جمعية خيرية تجمع التبرعات وتقدم مساعدات هامة للأيتام والفقراء، كما تعطي منحا طلابية لدراسة العلم الشرعي بالمدينة المنورة.
وقال موسى إنه رغم عدم زيارة باراك أوباما لقبيلته في كينيا منذ تنصيبه رئيسا على الولايات المتحدة الأميركية، فإن هناك اتصالات دائمة ومستمرة بينه وبين أفراد عائلته وقبيلته بكينيا التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الكيني، كما أن عددا من أفراد القبيلة حضروا مراسم تنصيب ابن قبيلتهم رئيسا لأميركا قبل مدة.
وأوضح موسى أن انتخاب باراك أوباما كان له تأثير على تحسن أوضاع المسلمين في كينيا بشكل نسبي، رغم استمرار بعض المحاولات من الكنائس للتصدي لمطالب المسلمين بنيل عدد من حقوقهم، خاصة فيما يخص مناهضة التمييز ضدهم واضطهادهم بالمدارس، إلى جانب قضية الحجاب والانتقاص من بعض الحقوق الدستورية المكفولة للمسلمين والحق في إنشاء محاكم إسلامية وغيرها من الحقوق.

المساهدات كما نشرتها جريدة “العرب” في عدد 8816

الكاتب: محمد لشيب

* من مواليد 1975 بمدينة سلا - المغرب * إعلامي ومدرب معتمد في الإعلام الرقمي * صحفي سابقا بكل من جريدة الراية والتجديد (المغرب) والعرب (قطر) * مستشار إعلامي بمجلس النواب المغربي (سابقا) * خريج جامعة محمد الخامس بالرباط تخصص "علوم سياسية" * مدون وناشط جمعوي وحقوقي وبيئي

19 رأي حول “الحلقة الثانية من مشاهداتي في كينيا”

  1. التنبيهات: Obama family behind Shariah push
  2. In my opinion the issue is not in the deployment of peace, Christianity or Judaism, Moses from God loved and Jesus Christ and the Prophet Muhammad also beloved of God, where will not appear since created humanity prophets others, is important here these prophets what they wanted from their nations here the subject and not the other, Muslimthe Jewish and Christian is respected the word of God and recommendations and applied in the ground and this means that the order of Virtue and handle humanitarian in your practice of everyday life and that means you should be our exclusive I’ve been good and finish is evil, this is what God wants of slaves, whether Islam or Jews or Christas for the topic that we would like to comment I’d say that all the peoples of the earth are innocent of their governments because of anger and disbelief that prevails the world and especially matters religious sectarianism is due to political sectarianism, we are in the 21 st century and this says you embrace Islam and that Christian and a Jew, religion is honest work,good word, honesty, sincerity, trust among people, assistance between the people of this world, not racism on the basis you are a Christian and I am a Muslim or a Jew and thank

أضف تعليق